ما هي الشخصية الهستيرية؟
الشخصية الهستيرية هي شخصية نفسية مرضية و هي اضطراب في الشخصية حيث يتميز بالتصرفات الدرامية والانفعالات المفرطة والحاجة الملحّة للانتباه. يُصاب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالاعتماد على الآخرين في تقديرهم وتأكيدهم، ويميلون إلى الشعور بالإحباط والغضب عندما لا يحظون بالاهتمام والتقدير المرجوّين. يتميز فيها الشخص بالعديد من الأعراض النفسية والسلوكية المختلفة، مثل العصبية الزائدة، والانفعالية الزائدة، والاضطرابات العاطفية المتقلبة بشكل كبير.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتميزون بالابتسام المبالغ فيه واللغة الجسدية المثيرة والحاجة الملحّة إلى التميز والجاذبية الجنسية. ويمكن أن يتأثر الأشخاص المصابون بالشخصية الهستيرية بمشاكل في العلاقات الشخصية والاجتماعية، ويحتاجون إلى علاج نفسي للتغلب على هذه الحالة.
يشعر الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الهستيرية بصعوبة في التعامل مع الضغوط النفسية والمواقف الصعبة، كما أنهم يتميزون بتعرضهم للتقلبات المزاجية الشديدة والتي تجعلهم ينهارون بسهولة أمام المواقف المحفزة.
وتتطلب معالجة الشخصية الهستيرية غالباً إجراءات تشمل العلاج النفسي والعلاج الدوائي، ويجب العمل على تحديد الأسباب المحتملة للحالة والتعامل معها بفعالية لتحسين الحالة النفسية للشخص المصاب بهذا الاضطراب.
تصرّفات الأشخاص المصابين بالشخصية الهستيرية.
تتصف الأشخاص المصابين بالشخصية الهستيرية بتصرّفات استفزازية ومغرية غير لائقة؛ حيث يحاولون جذب اهتمام الآخرين بمظهرهم الجسدي ويتصرفون بطرائق مثل المبالغة في الشرح والوصف والتفكير بشكل غريب. وإذا لم يتم تلبية احتياجاتهم العاطفية وتصبح هذه التصرّفات غير ناجعة، يمكن أن يشعروا بالغضب والرفض وهذه بعض امثلة علي ذلك.
1- التمثيل: يقوم الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية بالتمثيل والتصرف بطريقة زائدة ومفرطة لجذب انتباه الآخرين، وقد يقوم بذلك بإبراز مشاعر زائفة أو التعبير بشكل مبالغ فيه عن العواطف.
2- الإغراء الجنسي: يميل الأشخاص المصابون بالشخصية الهستيرية إلى الإغراء الجنسي والتصرف بطريقة جريئة ومفتوحة في هذا الصدد.
3- السلوك المندفع: يميل هؤلاء الأشخاص إلى التصرف بشكل منفعل ومندفع وعدم الاهتمام بالعواقب الناجمة عن تصرفاتهم.
4- التحدث المفرط: يميل الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية إلى التحدث بشكل مفرط ومستمر دون ترك فرصة للآخرين للتعبير عن أنفسهم.
5- التغيير المستمر في العواطف والمزاج: يصعب على الأشخاص المصابين بالشخصية الهستيرية الاستقرار في مزاج وعواطف معينة، حيث يمكنهم التقلب بين الفرح والحزن والغضب بشكل سريع.
6- الحاجة الملحة للاهتمام: يشعر الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية بحاجة ملحة للانتباه والاهتمام من الآخرين، وهذا يمكن أن يدفعه إلى التصرف بشكل غير عادي أو مفرط في بعض الأحيان.
فيزيد من تعقيد المشكلة. ولحل هذا الاضطراب، فإن تقديم العلاج النفسي يتركز على إدارة وتخفيف الأعراض، وإعادة بناء صورة الذات الصحية والتحكم في العواطف والتفكير المضطرب.
اضطراب الشخصية الهستيرية ينتمي إلى مجموعة اضطرابات الشخصية.
من بين اضطرابات الشخصية المتعددة، ينتمي اضطراب الشخصية الهستيرية إلى مجموعة الاضطرابات الشخصية الدرامية. وتتسم هذه الفئة بالانفعالية المفرطة والسعي إلى لفت الانتباه والاهتمام، والتركيز على الخارجيات والمظاهر بلا توازن. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الشخصية الهستيرية بطريقة تفكير متقلبة ومنغلقة على الذات، وهذا يتسبب في صعوبة التواصل الفعال مع الآخرين والشعور بالعزلة. ويتطلب علاج اضطراب الشخصية الهستيرية المساعدة النفسية والاجتماعية المناسبة، وإرشادات تساعد المريض على تعديل سلوكه وتحسين فرصه في التواصل والاندماج في المجتمع.
أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية.
ومن بين الأعراض الشائعة لاضطراب الشخصية الهستيرية:
1- الشعور بالحاجة الملحة للانتباه والثناء من الآخرين.
2- السعي المستمر للتأكيد على الذات والتميز عن الآخرين.
3- التميل للتفاخر بالإنجازات الشخصية والمهارات.
4- الإغراء الجنسي والتصرف بطريقة جريئة في هذا الصدد.
5- الاستمتاع بالاهتمام والإعجاب وتحقيقها بأي وسيلة ممكنة.
6- التميل للتحدث المفرط والتغيير المتكرر في المزاج.
7- الصعوبة في التعاطي مع الانتقادات والاحتمالات السلبية.
8- التعرض للأمراض الجسدية بسبب التوتر النفسي والانفعالات الشديدة.
9- العلاقات العابرة والسطحية مع الآخرين، وصعوبة الاستمرارية في العلاقات العاطفية.
10- الإنفاق الزائد والاهتمام الزائد بالمظهر الخارجي والجاذبية الجسدية.
يجب الإشارة إلى أن تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية يتم بعد تقييم شامل للأعراض والتاريخ الصحي للشخص، ويتطلب ذلك استشارة متخصص في الصحة النفسية.
اضطراب الشخصية الهستيرية وعلاقتها بمرحلة الطفولة.
ومن بين العوامل التي يمكن أن تؤثر على تكوين شخصية الطفل وتزيد من احتمالية ظهور اضطراب الشخصية الهستيرية لديه:
1- التربية السلبية: قد تؤدي التربية السلبية المستمرة إلى انشغال الطفل بنفسه وتكوين صورة مغلوطة عن ذاته، وهو ما يزيد من احتمالية ظهور اضطراب الشخصية الهستيرية في المستقبل.
2- الإهمال العاطفي: قد يؤدي الإهمال العاطفي للطفل إلى الشعور بالحاجة الملحة للانتباه والمديح والانتباه للذات، وهو ما يمكن أن يزيد من احتمالية ظهور اضطراب الشخصية الهستيرية في المستقبل.
3- الإفراط في الثناء والمديح: قد يؤدي الإفراط في الثناء والمديح للطفل إلى تشكيل نمط سلوكي يتطلب الحصول على الانتباه والثناء بشكل دائم، وهو ما يزيد من احتمالية ظهور اضطراب الشخصية الهستيرية في المستقبل.
4- الإهمال التعليمي: قد يؤدي الإهمال التعليمي للطفل إلى الشعور بالعجز والاحتياج للانتباه والثناء للتعويض عن هذا الشعور، وهو ما يزيد من احتمالية ظهور اضطراب الشخصية الهستيرية في المستقبل.
أن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة ظهور اضطراب الشخصية الهستيرية، وإنما يمكن أن يكون للعوامل الوراثية والبيئية والاجتماعية دور في تكوين الشخص.
العلاج النفسي للاضطراب الهستيري.
يُركِّز العلاج النفسي للاضطراب الهستيري على فهم الصراعات الكامِنة في حياة المريض ومساعدته على التعامل معها بشكل أفضل. يُشجع المرضى في العلاج على استبدال الكلام بالسلوك، ومن ثَمَّ فهم أنفسهم بشكل أفضل. قد يتضمن العلاج أيضًا تدريب المريض على المهارات الاجتماعية والتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية وتحسين الاتصال الحسي والخطابي. يُعدُّ العلاج المعرفي السلوكي أحد الأساليب الفعالة لعلاج اضطراب الشخصية الهستيري، ويستهدف هذا العلاج تغيير أنماط التفكير والسلوك المُشَوِّشة الناتجة عن الاضطراب. يمكن للعلاج النفسي تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بالاضطراب الهستيري وتحسين العلاقات بينهم وبين الآخرين.
ما هي أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية؟
الاضطراب التحولي: تحول الانفعالات إلى أعراض جسمانية.
اضطرابات الشخصية الدرامية.
خصائص الأشخاص المصابين بالشخصية الهستيرية.
تُعد خصائص الأشخاص المصابين بالشخصية الهستيرية واحدة من العلامات المُميَّزة لهذا الاضطراب، حيث يتميزون بمظهر جسدي وتصرُّفات استفزازية غير لائقة لجذب الانتباه، وكذلك في سلوكياتهم وعواطفهم التي تكون مبالغ فيها فيما يلي بعض منها.
1- الحاجة الملحة للانتباه: يشعر الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية بالحاجة الملحة للانتباه والإشادة بذاته، ويسعى دائماً لتحقيق ذلك من خلال تمثيل الأدوار والتصرفات الدرامية والإثارة.
2- العاطفية المفرطة: يتميز الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية بالعاطفية المفرطة والانفعالية الزائدة، ويميل إلى التفكير بالعواقب السلبية في حالة عدم التركيز عليه.
3- التمثيل والإثارة: يحاول الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية جاهداً أن يثير الإعجاب والتأثير على الآخرين من خلال تمثيل الأدوار والتصرفات الدرامية والإثارة.
4- الانتماء الاجتماعي: يسعى الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية إلى الانتماء الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، ويحاول جاهداً التأثير على أفكارهم وتصرفاتهم.
5- الانتقائية: يتميز الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية بالانتقائية في الإشعار بالتفاصيل الصغيرة والاهتمام بالأشياء التي تدعم صورة الذات الإيجابية.
6- الاعتماد على الآخرين: يميل الشخص المصاب بالشخصية الهستيرية إلى الاعتماد على الآخرين وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة بمفرده، وذلك من خلال البحث عن الإرشادات والآراء الأخرى.
يجب الإشارة إلى أن هذه الخصائص قد تختلف من شخص لآخر وقد لا يتوفر جميعها في كل شخص مصاب بالشخصية الهستيرية.
في الأخير يمكننا تلخيص الشخصية العستيرية
الشخصية الهستيرية هي اضطراب في الشخصية يتميز بالتصرفات الدرامية والحاجة الملحّة للانتباه، والاعتماد على تقدير الآخرين. يتميز الشخص المصاب بهذا الاضطراب بالعصبية الزائدة، والانفعالية الزائدة، والاضطرابات العاطفية المتقلبة بشكل كبير، بالإضافة إلى الابتسام المبالغ فيه واللغة الجسدية المثيرة. يحتاج الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى علاج نفسي ودوائي لتحسين الحالة النفسية. ويمكن أن يتأثر الأشخاص المصابون بالشخصية الهستيرية بمشاكل في العلاقات الشخصية والاجتماعية، ويحتاجون إلى علاج نفسي للتغلب على هذه الحالة.
تابعنا علي قناتنا الخاصة علمني

.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)

.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق